=purple]]
علقت مجلة نيوزويك الأمريكية على نتائج الجولة الأولى لانتخابات مجلس الشعب، وقالت إن النظام الحاكم أرسل من خلالها رسالة قوية مفادها أنه لن يحتمل وجود أى معارضة مع اتجاه البلاد إلى احتمال حدوث انتقال سياسى خلال العام القادم، فباكتساحه كل المقاعد تقريباً، مهد الحزب الوطنى الطريق لتأمين حصول الرئيس مبارك على فترة رئاسية سادسة أو ربما نقل الحكم لنجله جمال.
وبينما من الممكن أن تقوى هذه النتيجة مصر التى وصفتها المجلة بأنها أقوى حليف لأمريكا فى المنطقة، على المدى القصير، إلا أن التكتيكات الخرقاء المستمرة من قبل النظام ستؤدى فى النهاية إلى تقويض قبضته على السلطة. فمزاعم الحكومة بأنها تتبنى الديمقراطية، على الرغم من استمرارها فى دعم قواتها الخاصة، انفضحت بحصول الحزب فى الجولة الأولى على كل المقاعد تقريباً التى تم حسمها، وبانسحاب جماعتى المعارضة الأساسيتين، الإخوان المسلمين وحزب الوفد.
وتنقل المجلة الأمريكية عن ميشيل دن الباحثة بمركز كارنيجى الأمريكى للسلام قوله إن انسحاب المعارضة سيحرم هذه الانتخابات من الشرعية التى يريدها النظام، وسوف تغذى هذه الانتخابات الاتجاه المتنامى وسط المعارضة برفض المشاركة فى لعبة سياسية تراها غير عادلة وستغذى كذلك اتجاهات بالدعوة إلى تغييرات كاملة فى النظام.
أما سمير شحاتة، الأستاذ المساعد بجامعة جورج تاون الأمريكية، فيقول إن الحزب الحاكم يمهد للمواجهة الخاصة بالانتخابات الرئاسية بين مرشحه أيا كان من هو سواء مبارك الأب أو الابن، وعدد قليل من المرشحين الذين يفترض أنهم من المعارضة. ويضيف شحاتة أن المصريين مقتنعون تماماً بحقيقية أن هذه الانتخابات بعيدة كل البعد عن الحرية والنزاهة، وأن النظام لا يهتم بمثل هذه الأشياء التى يفترض أن تكون مهمة فى النظام الديمقراطى.
وقد اعتمدت الحكومة على الإكراه للحفاظ على السلطة والاستقرار، لكن محللين يقولون إن هذا لن يدوم، فيتساءل ستيفن كوك، الباحث بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية عما إذا كان ذلك سيدوم إلى الأبد، ويشير إلى أن النظام يتخذ إجراءات أكثر قوة ضد المصادر المتحملة لعدم الاستقرار، الأمر الذى يؤدى فقط إلى زيادة احتمالات عدم الاستقرار.
ولا تفتقر مصر إلى القضايا الأخرى المشتعلة مثل التوتر الطائفى، وارتفاع أسعار المواد الغذائية وتزايد التفاوت الاقتصادى والحملة على وسائل الإعلام ووحشية الشرطة مع المواطنين. مثل هذه القضايا كما تقول ميشيل دن، لها القدرة على حشد المعارضة على نطاق أوسع بكثير، وفى حالة عدم وجود قيادة سياسة تتمتع بشرعية قانونية دستورية سواء فى البرلمان أو فى الرئاسة، فإن ذلك يمثل عامل مجازفة آخر فى هذا الموقف.
ورجحت نيوزويك ألا تؤدى ممارسات النظام إلى احتجاج الناس فى الشوارع على الرغم من أحداث الشغب القليلة التى وقعت يوم الاثنين. ويرى كوك أنه فى كل مواجهة غير سعيدة مع الدولة، يقرر الناس الذين ربما يرغبون فى العمل داخل القواعد الأساسية للعبة أنه لا يوجد أمامهم خيار.
وختمت المجلة تقريرها بالقول إن الخوف الأكبر الآن هو تعمق السخط فى البلاد التى شهدت بالفعل احتجاجاً على الأجور وارتفاع أسعار الغذاء ووحشية الشرطة. وفى منطقة مضطربة تكون فيها الصراعات دائماً كامنة، من الممكن أن يحدث أى شىء. وتخلص دن إلى القول إن توقعات المصريين تزداد، وهم أقل رغبة فى قبول ما كانوا يقبلون به فى الماضى.
[/size]