بنوته كول مشرف عام المنتدي
عدد المساهمات : 1120 نقاط : 13906 التقييم : 9 تاريخ التسجيل : 23/06/2009
| موضوع: لماذا لا تجمع الارض فى القران 7/29/2010, 11:17 am | |
| [size=25]الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين . وبعد:[/size]
[size=25]فإن كلمتي : ( السموات والأرض ) مقترنتان في القرآن الكريم ، ومع أن كلا منهما سبع إلا أننا نلحظ أن ( السموات ) قد ترد مجموعة ( السموات ) ، وقد ترد مفردة ( السماء ) ؛ فما السر في ورود ( السماء ) في بعض المواضع مفردة وفي بعضها جمعا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟[/size]
[size=25]وكلمة ( الأرض ) لم ترد في القرآن الكريم إلا مفردة ؛ فلم تُجمع أبدا ؛ حتى المواضع التي يتطلب السياق فيها أن تكون جمعا بالضرورة لم يجمعها الله جل وعلا . [/size] [size=25]ومن ذلك قول الله جل وعلا : اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ [الطلاق:12].[/size]
[size=25]ففي تلك الآية الكريمة ذَكَر الله - سبحانه وتعالى- ما يشير إلى الجمع دون أن يجمع ( الأرض ) مع أن السياق يتطلب الجمع ؛ فما السر في ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟[/size]
[size=25]أولا : السماء تطلق ويراد بها :[/size] [size=25]1- مطلق العلوّ دون قصْد السموات السبع بعددها وما فيها ومن فيها ؛ فحينئذ تأتي مفردة .[/size] [size=25]ومن ذلك قوله عز وجل : إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأرضِ وَلا فِي السَّمَاءِ [آل عمران: 5] [/size]
[size=25]إذن : كل موضع تجد فيه السماء مفردة ؛ فاعلم : أن المراد بالسماء هنا مطلق العلو .[/size]
[size=25]2- يراد بها السموات السبع بعددها ؛ فحينئذ تُجمع لأن الجمع يتطلب متعدد حتى يُجمع .[/size] [size=25]وكل موضع يقصد فيه السموات السبع بعددها ؛ فتجمع .[/size]
[size=25]ثانيا : كلمة ( الأرض ) أيضا تطلق ويراد بها :[/size] [size=25]1- مطلق السفل والانخفاض الذي يقابل العلو ؛ فكل ما يقابل العلو فهو سُفل .[/size] [size=25]2- ويراد بها الأرضين السبع بعددها ؛ فحينئذ تُجمع ، ولذا جمعت في قول النبي صلى الله عليه وسلم : [/size] [size=25]مَنْ ظَلَمَ مِنْ الأَرْضِ شَيْئًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ . صحيح البخاري - (8 / 329) .[/size] [size=25]وجمعت هنا لأن المقصود الأرضين السبع بعددها .[/size]
[size=25]لكن لماذا لم تُجمع كلمة ( الأرض ) في القرآن الكريم إطلاقا مع أن السياق يتطلب أحيانا ضرورة الجمع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟[/size] [size=25]لأن الناس عند إطلاق ( الأرض ) ينصرف ذهنهم إلى اليابس منها ؛ مع أنه يمثل الثلث تقريبا فقط ، ولا يدركون أن البحار والأنهار هي من الأرض .[/size] [size=25]فحتى لا ينصرف مفهوم الناس إلى أن الله جل وعلا خالق ويملك اليابس دون المياه والأنهار ................إلخ ؛ فلم يجمع الله كلمة ( الأرض ) أبدا حتى يشير إلى أنه خالق ومالك ( الأرض ) التي هي كل سفل يقابل علوا ؛ تصحيحا لعقيدة العباد .[/size] [size=25]فلو جمعت ( الأرض ) ربما يفهم البعض أن ما خلا اليابس من الأرض ليس في ملك الله سبحانه وتعالى .[/size] [size=25]ولذا لم ترد ( الأرض ) بالجمع أبدا في القرآن الكريم .[/size]
[size=25]لكن هناك بعض الآيات المتشابهة في اللفظ قد ترد فيها ( السماء ) مفردة في موضع ، ومجموعة في موضع آخر مع أن القصد من الآيتين ظاهره واحد.[/size]
[size=25]ومن ذلك قول الله عز وجل : قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ [يونس : 31].[/size]
[size=25]وقول الله سبحانه وتعالى : قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ [سبأ : 24]. [/size]
[size=25]فنجد الآيتين الكريمتين تتحدثان في موضوع واحد ، لكن كلمة : ( السماء ) في موضع ( يونس ) ؛ بينما في موضع سورة ( سبأ ) وردت ( جمعا ) ؛ فما السر في ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ [/size]
[size=25]لو تدبرت أخي الكريم لأدركت أن السياق في سورة ( يونس ) يعالج القلوب التي امتلأت بالشرك والوثنية ؛ فهم لا يرجون لقاء الله ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها ؛ وبالتالي هم يرون أن المطر ينزل من السماء وأن النبات به ينبت ............. إلخ .[/size] [size=25]فخاطبهم الله تعالى بناء على زعمهم حتى يدركوا الحقيقة ؛ فيؤمنوا ، ولذا أورد الله - سبحانه وتعالى - الإجابة هنا على لسانهم ( فسيقولون الله ) ثم حكم بفسقهم على الرغم من إقرارهم إشارة إلى أن مجرد الإقرار بتلك الحقائق لا يكفي لأن يكون العبد مؤمنا ، لكن لا بد من إقراره بتوحيد الله سبحانه وتعالى وتوجيه العبادة له جل وعلا ؛ وإلا فلا فائدة في هذا الإقرار .[/size]
[size=25]أما سورة ( سبأ ) فتجد سياقها تقرير حقائق إيمانية ؛ حيث بدأت بالحمد لله مؤكدة كمال قدرته في ملكه .............. إلخ .[/size]
[size=25]ولذا أور الله عز وجل الإجابة هنا في سورة ( سبأ ) بتوجيه الأمر - للنبي صلى الله عليه وسلم – ( قل الله ) ؛ ثم بين أن الناس فريقان : فريق على هدى ، وهم المؤمنون الذين لا يشركون بالله سبحانه وتعالى فهم متمكنون من الهداية ، ( فهم على هدى ) بحرف الاستعلاء الذي يفيد التمكن والاستقرار .[/size]
[size=25]والفريق الثاني – هم الغارقون في الضلال المبين .[/size] [size=25]فلأنّ الأمر تقرير حقائق ؛ فجاءت ( السموات ) جمعا هنا تأكيدا لتقرير تلك الحقائق .[/size]
[size=25]وهناك آيات أخر متشابهة لفظا وتجد السماء مفردة في موضع وجمعا في موضع آخر ، أو أن هناك بعض الآيات وردت فيها ( السماء ) مفردة ، وظاهر الآية قد يتطلب جمعا ، أو العكس بحسب فهمنا .[/size] | |
|